الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

امشي حافيةً كي تدب الطمأنينة في عروق الرخام


كرسيٌ، و رائحةُ قهوة،
 و عيناكِ
كل ما يلزم لدخول الجنة


  عيناك  تكفيانِ
لأغفو على الورقة الآن

مبللاً حبري بندىً غامضٍ
 قيل إنه دمع ياقتي التي عدّلَتْ  ثنيتها أصابعكِ في الغيب


حين أراك للمرة الأولى

لا تضعي الكثير من الكحل والظل

فأنا أشك في قدرتي على رؤية الأشياء كما هي من المرة الأولى
خصوصاً إذا كانت هذه الأشياءُ باهظةً
 و مليئةً بالتفاصيل
 مثل عينيك

يكفي أن تقولي إنكِ تبرجتِ
لأصدقكْ
واتركي زينةَ عينيكِ للمرةِ القادمة

ارفعي جفنكِ برفقٍ كي يلجَ ضوءُ عينيكِ روحي بهدوء
دعي الشعاعَ يعالج ندمي و عظامي
واتركيه دافئاً و ضاماً كي يرتقَ ثقوبَ عيني، و يصححَ حدّةَ شغفي بالورد

أيضاً

حين أراكِ للمرة الأولى

ارتدي قميصاً داكناً

لأستطيع تمييزَ الظلِ الذي سيتركهُ جسدكِ في الغرفة
ولأنني وقتها

لن استطيع تمييزَ بياضكِ عن بياض الأقمشةِ
 والملاكِ الذي يحرسُ ظهركْ

 

 
ارتدي حذاءً واطئاً
لأصغي إلى الحدائقِ والظلالِ التي تتبع مشيتك

 
أو امشِ حافيةً
كي تَدُبّ الطمأنينةُ في عروق الرخام

ودعي الكعب العالي الذي يخاصر قدمك بشغفٍ
ليطعن روحي بموسيقاه في المرة القادمة

فكما قلت
أحتاج في المرة الأولى
 إلى هدوءٍ و عتمةٍ وظِلال
كي أصدق أنك معي
ولأنني سأحدق فيك طويلاً ببلاهة العشاق
دون أن أرى شيئاً

شيئاً واحداً أستطيع أن أذهب به معي إلى البيت
كطفلٍ
وأحلمَ به

لا تسأليني اذاً
من المرة الأولى
 عن عينيكِ
واسأليني 
عن الظل والعطر و الهدوء الذي سكبتِ بغزارةٍ
 على الكنبات والوسائد

اسأليني عن درجة حرارة الغرفة
وعن درجةِ حرارة أصابعي
ولونِ وجهي
والجنيات اللاتي كن يمسّدنَ حجراتِ القلب
والقهوةِ الباردة
والملاكِ الذي مر بي
ولفّني بجناح نوره

دون أن أراه