الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الحل







 ليست القرية الحَل
 ولا في المدن الحل
 الحل في التيه

الحل أن تفوت نصف المواعيد
 كي لا يتلوث نصف الهواء النظيف

الحل في الطلقة لا الطلقات

الحل أن يمّحي المقبض
 وتسقط أسنان المفاتيح 

الحل في رقبة الضبع التي تعجز عن الالتفات 

الحل أن لا تُفتح الرسائل ولا المعلبات

الحل أن تكون الوفاة طبيعية،
 كي لا نقلق أقسام الطواريء
 ونأخذ الأطباء من زوجاتهم
 نصف الجميلات
 في منتصف الليل

 الحل في عدم النوم
 حتى لا ننجب المزيد من الأولاد الذين سيبحثون أيضاً عن حل

الحل
في حرق كل براميل النفط حتى آخر مصباحٍ في الشارع،
وفي غرف النوم
 كي يفلس الأمراء
 ومفسرو الأحلام
 وكل المستفيدين من العتمة والنوم


الحل 
أن تُخفى كل أرقام المخارج
واللوحات الإرشادية
 وكاميرات المراقبة
 وأكتاف الطريق

الحل ألا يسمح إلا بالسير إلى الأمام


الحل أن تتركنا الملائكة في حالنا
 والشياطين 



الحل في الورقة البيضاء لا الحبر
الحل في الجناح لا السماء
الحل في المشي لا الحذاء
الحل في الرقصة لا المرآة
الحل في الأمهات يخبزن لا في الخبز تخبزه الأمهات
الحل في تحميص القهوة لا في  القهوة المحمصة
الحل في ابتسامة النادل لا الأقداح
الحل في إشعال السيجارة لا السيجارة
الحل في النسمة لا العطر
الحل في الضرع لا زجاجة الحليب
الحل في الشرفة لا الفتاة على الشرفة
الحل في القبو لا النبيذ
الحل في السجدة لا المعبد
الحل في القوقعة لا البحر
الحل في البئر لا القصر
الحل في الذين لن يدخلوا الباب ولن نعرف أسماءهم على الإطلاق
الحل في الصهيل لا في خط النهاية
الحل في الرعي لا في العشب
 في ليونة الصحراء لا النهد



الحل في أن تكشط الرقم في راحة يدك
وتلد نفسك
في فلاة.   

السبت، 6 سبتمبر 2014

إلى طبيب عيون









تعلمُ أنك لن تستمرَّ في إصلاح العيون. 
تدرك أن العيونَ في السماء لا تحتاج إلى أشخاصٍ بهذا التدريب.
 ثم تستمرُّ بلا شغفٍ تأخذه معكَ هناك.

العيون متقنةٌ والأطباء لا يجدون عملاً هناك.
 تَعرفُ أن لا عينَ طفلةٍ كسلى هناك.
 لا ماءَ أزرقَ، لا سكريّ يطلي شبكيةَ الأمهاتِ ، ولا عصبَ بصرٍ معطوبٍ سيحتاج إليك. 
ثم لا تُفكرُّ بيدكَ هناك؟! 

سيستمر الشاعرُ والبستانيُّ والصائغ والحرفي في صنع أشيائهم هناك في أوقات فراغهم. 
فماذا ستصنع بيدك هناك؟
ماذا ستضيف إلى الفراديس، بيدك الخالية من الهوايات.
 أليس محزناً أنك لم تتقن شيئاً آخر في حياتك غير إسعاد العيون؟ العيون التي لن تكون عالةً على أحدٍ هناك.

أما زلتَ على عماكَ في عيادة العيون،
 تقتلُ نفسكَ دون أن تفكر بها هناك؟
 وتظنُ أن الجنةَ أريكةٌ وسرير؟
 ثم ماذا؟ 
ماذا ستصنعُ بالأوقات الفائضة ؟
 ماذا ستقول ليدكَ التي لم تتعود على البطالة؟
ماذا عن مئات العيون التي أحييتَ، والروايات الطويلة، والفساتين الجهيرة، واللوحات المائية، ومخططات القصور التي ساعدتَ أصحابها على إكمالها؟

 هل في الجنة انتهت مهمتك القصيرة،  وأصبحتَ عاطلاً عن نهر الجمال، عاجزاً عن تصويب عيون الجميلات ؟  

الجنة ليست لأطباء العيون ذوي اللحى المدببة.  ألم يخبروك؟

 لو  بدلاً من كرسي اعتراف العيون، مجلات العيون ، وغرف عمليات اليوم الواحد والنصائح المكررة لمرضاك، وأبوتك المملة لأطباء التدريب،
 لو خنتَ هؤلاء مرةً وابتعت مضرب تنسٍ
 أو كمنجةً
 أو اشتريت كتاباً في البستنة 
أو سافرت سراً إلى القوقاز لتتعلم الاعتناء بالصقور،
 لربما وجدتْ يدكَ شيئاً تَسعدُ به في الفراديس.