الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

كلما أراد النهوض يقع في اسمه ويموت







كلما أرادَ النهوضَ يقعُ في اسمه ويموت





لم أعد من هناك.

 سقطتُ من رعشة الطائر،
 وارتطمتُ مباشرة بالقطارات. 
لوني حصارٌ قديم. 
العشب على هذه الأرض يأكل العصافير. 
المطر يسقط من عيون الرعاة. 
الكوابيس أزهار الشراشف والملاءات. 
الفجر قاتلٌ يأخذنا بلطفٍ إلى مذبح الحب. 

واسمكَ الحفرةُ التي تقع فيها وتموت.
 اسمُكَ أول النهايات.
 من الأحوط يا صاحبي ألا نتبادل الأسماء. 
فكل من تعرف اسمه يموت. 
كل من يعرف اسمك يؤذيك. 

الخوف حصتي من الوجوه. 
وحين أخاف في منتصف الليل 
أطحنُ قبضةً من بُنٍ، وأتأمل رقصة الازدهار. 


تحمّص القهوةُ يدَ الرجل الخائف مثلما تفعل المسدسات. 
وكلما شرب الرجل الخائف قدحاً فاحتْ رائحةُ قلبه في البروج، وصار يَخرجُ من رمشهِ صوتُ بابٍ قديم. 
القهوة تدّلّ عليه.

الرجل الخائف كلما أراد النهوضَ 
يقع في اسمه ويموت.

حراس المتحف






حرّاس المتحف

ثمة قطعٌ نادرة تستحق النظر في متحف الفن. ليست أبداً ما اعتاد الناس النظر إليه. إنها منحوتاتٌ حية تتمشى وتنظر إليك طوال الوقت. لا تعود تلك القطع إلى حركات فنية وثنية أو كنسيةٍ أو حديثة. إنها أقدم وأحدث من ذلك بكثير. لقد وضع فيها الرب كل الشكوك والأحقاد الشخصية من أجل حماية الفن. إنها قطع من الشر الخالص الذي يقدّس الجمال. أشعر بعيون تلك القطع وأسمع خطاها الخفية. أشعر بضغائنهم تجاهي وأنا أحاول تذوق الفن. أحس بأصابعهم الضخمة توشك على صفعي كلما اقتربت من الفن. وبسبب صلافتهم صرت أخاف الاقتراب من مرسم بيكون في دبلن. بسببهم لم آخذ بيكاسو في برشلونة على محمل الجد. الحرّاس الذين ينتظرون وميضاً في عيني كي يجهزوا علي،  يعتقدون أنني سأفسد مزاج رامبرانت وفيرمير. ويظنون أنني سأختطف في أية لحظةٍ فزع فان جوخ. يترقبون تلك اللحظة التي أتحول فيها إلى حجر أو ماء وأنا أغرق في لوحةٍ ما. يخافون أن أدسّ للزوار عملاً مزيفاً وأختفي مثل بانكزي. لكنني أخيراً تعبت من المطاردات، ومللت من النظر خائفاً إلى اللوحات. الآن لم أعد أقصد المتحف من أجل الفن. بل لأسرق القصص التي أخفى الله في أعين الحراس.