الأحد، 12 يناير 2014

أطعمُ أسمائكِ الطير





اسمكِ يا اسم الأشياء في حناجر الطير. اسمكِ الذي كان في تفاحة آدم وأخرجنا من فخاخ اليقين صار في حناجر الطير. واسمكِ الذي هبط معي إلى الأرض بات سبابة الفقير في التشهد الأخير . اسمكِ الأسماك دائخة وسعيدة في شباك الصيادين. اسمكِ الضروري العاجز الرؤوم مثلما فتيلةُ السراج في منزل ورّاقٍ ضرير.

وأنا الذي أبحث عنكِ أرسل خلفك الطيرَ كل صباح. فمذ فقدتُ خاتمكِ وألغى موظف الهجرة  تأشيرتي وأنا أطعم أسمائكِ للطير. ومنذ مُنعتُ من السفر إليكِ وأنا أكتب اسمكِ على بقايا الخبز وأنثر الفتات الممهور باسمك للطير في باحة البيت وللبط في البحيرات. فاعذريني إن كان اسمكِ الآن يلمع في أعين البوم والحساسين وينبت في أجنحة الحمام والغربان . فالعثور عليك أضحى مهمة كل الذين يُسمح لهم بالطيران. واسمكِ يا اسم الأشياء لم يكن في قلبي دائماً على القائمة البيضاء .

 أعرف يا حب أنك تكرهين الغربان. لكن للغربان فضيلة الوضوح  في التعبير.
 تنفرين، أدري، لأننا شاهدنا غرباناً تلتقم الطيور النافقة والفئران. لكن كان علي أيضاً أن ألفت النظر إلى بشاعة عدم تمكني من النظر إليك.

والآن لن أكون الوحيد الذي يَسقط اسمك من عينيه حين يبكيك في الليل، فمعي الحمائم تهدل اسمك المضيء، والبوم كل ليلة يضع الليل في مواجهة اسمك الصعب.

 أما السنجاب الذي تسلل مرة وخطف الخبز المدموغ باسمك فلا أدري ماذا سيصنع باللوعة حين يسند ظهره للجذع ويلتقم اسمك الحلو. هل سيحبك مثلي ويحضر كل صباح حفلة توزيع اسمك على الكائنات؟ 

أعلم أن  كيس فتات الخبز الذي أجهزه كل صباح ليس الطريقة الناجعة للبحث عنك في الماء والهواء والتراب.  لكن فكري أنني كسيرٌ وضريرٌ وأنني أحقن العالم باسمك كي تبصرك الكائنات، ويتحسن عشية اسمكِ صوت اليمام. فكري أيضاً أن ملامحك الحلوة ستظهر ذات يومٍ على الطيور والسناجب التي تستظرفين،  وأن البط  سينكرُ  صغاره الذين باتوا يشبهون امرأة الرجل الذي يطعمهم الفتات نهاية الأسبوع.

فكري أن الحياة امرأة بشعر جَعدٍ ، وأنني أطعم العصافير اسمكِ كي تمشّط  شَعر الحياة.

هناك تعليق واحد:

  1. علّمت الطيور الأسماء كلّها !
    ليتني اسم في المنقار، في طيّ الجناح، انفعال الريش،
    فالحياة سيلزمها كل ذلك كي تطير . . .

    نص يبعث الكون
    لأن رجلاً كتب اسمها ثم أسهب في الشِعر . .


    أمل السويدي

    ردحذف