زر المعطف الاحتياطي
في معاطف العالم زرٌ،
لأعوامٍ، ينتظر يداً ناحلة تفقأ عينيه.
ليرى.
زرٌ يقطع شوارع نيويورك، يهتز في قطارات أنفاق لندن، ويتشمم يد المضيفة التي تعلقه في خزانة السماء.
لكنه يقضي حياته بلا طائل، منتظراً فرصة أو مقبض بابٍ أو خيانة ما.
وأنتِ يا حائكة الكلام القليل، تعلمين جيداً أن صانعي المعاطف باتوا لا يحكمون خياطة الأزرار.
عمداً يقومون بذلك. وعمداً يدسون اعتذاراً سريعاً في الجيوب على هيئة زر احتياطي.
وأنت يا حائكة الحظ، تعلمين أن الأزرار في صدر القميص تقاوم السقوط طويلاً رغم مكيدة الحائك.
تدرين وأنت الحائكة، أن الزر الإحتياطي، ولسبب غامض،
قد لا يجد الفرصة أبداً ، كي يترك جيب المعطف الداخلي.
@@@@@@
الكلمة الحمراء
وأنتِ تُجلسين أذني على زر انتظارٍ في هاتفك المحمول: مرت كروم مسيجةٌ، وحبقٌ مجففٌ سال.
ثعالبٌ فاتنة تجمدتْ وهي تركض في بطن يدك.
مرتني المكالمة الوداعية بين قاتلٍ مأجورٍ وابنته التي تدرس الطب.
بكيتُ على ملايين الرسائل التي تاهت ولم تصل لأحدٍ في اليوم الأخير لخدمة الماسنجر.
اخترقني صوت مغني الشوارع في فيلمٍ صامتٍ وقصير.
عضّني الثلج الذي يهمي على النوافذ الزجاجية بدلاً من كؤوس العشاق.
أخرجت بيدي حصوات المرارة من مومياء فرعونٍ صغير.
شاهدتُ السيل الذي يبتلع عائلةً سعيدةً ويمضي دون أن يشعر بالذنب.
حيّتني الممرضة الكاثوليكية التي تدير سورة البقرة كل ليلةٍ عند رؤوس مرضاها المجمّدين.
وقبّلتُ الصبيَ الذي كلّ صباحٍ يسقي وردةً نافقةً على سكة الحديد........
والكلمة الحمراء..
الكلمة الصغيرة الحمراء..
لا تزال عجينةً تائهةً تتخلقُ في فمك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق