أعرفه منذ عشر سنين
نعيش معاً في شقة خالية
لكنني لم أفكر به من قبل كشيء مثير للاهتمام
ولم أبال بالحديث إليه.
وحين أقفلوا الطرقات،
شعرتُ معه بغصّة الأفراس المهجورة
في مدن الطاعون.
صرتُ أواجهه في كل زوايا البيت
وأفكر
هل هو عشبةٌ أم عظمة في فم الوقت؟
هل هو عشبةٌ أم عظمة في فم الوقت؟
هل يكون ذراعاً مقطوعةً في مائدة الرقص؟
هل هو جرح الصخرة التي ندحرجها طوال النهار؟
أعرف مثلاً أنه طيبٌ وساذجٌ
كالولد الذي يكبر دون أن يعبأ باكتشاف البرتقال
وأعلم أنه مصابٌ بإجهاد الفتيات العاطلات
صوتهُ يشبه الهواء الحزين
وله مذاق الزنك
وخفة
القصدير.
حين أغمض عيني
وأفكر بهذا الصمت الذي يساكنني
منذ سنين
منذ سنين
أرى
ثقباً غزيراً
يدير ظهرَه للخيزران.
وحين أجلس بين عينيه
كي أعود إلى عينيّ
يدخلُ غرفتي أسدٌ هائلٌ
له عيون المسيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق