لي أبٌ يكره الشعر ثم يحبسني في الدواوين
يخلق غجراً من صلبي
ثم يعّيرني بألوانهم النحاسية
وقلوبهم الفظيعة المحتالة الرثة
يوصيني بالمريميةِ والزيت
بينما يجعل من رؤوس أطفالي زهوراً حجريةً
على شرفات القصور.
ثم أبي يسألني.. من أين لي غلظة السيّاح والنسيان؟
نحن جارحون نسّاؤون لأننا بكَ مصقولون
والآباءَ أنتَ خلقتَهم جارحين.
نحن خبزٌ صعبٌ
لأن الخبّاز كان غاضباً ونحن بين أصابعه
فظللنا نرتكب الكثير من الحماقات
ونتفاجأ كل مرة بقدوم الصيف
بالأمسِ قتلتُ طيراً
ثم ما استطعتُ أن أخيط فاه
صارت صرخته نبعاً
ونظرته ياقوتة
في ثوب طفلةٍ عمياء.
وظللتُ أحلمُ كل ليلةٍ كل الأحلام التي كتبها الرب على الناس. كلُ الأموات في مقبرة البلدية اشتاقوا لي في لحظةٍ واحدة، تعطروا جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ كي أتذكرهم، وأزورهم.وكانت غرفتي في الصباح تختنق بالعطور وأشواق موتى الرياض.
هذا يحدث لأن أبي يصمم كل شيء.
وقسوة قلبي ليست من تصميم سواه.
هذا يحدث لأنه كان يطعمني رؤوس العصافير
وقلبي صار مكباً للأغنيات
هذا يحدثُ لأنني أنام منذ سنين في غرفةٍ عارية
شبّاكها غير محمي من الصباحات
وقلبي صار مكباً للأغنيات
هذا يحدثُ لأنني أنام منذ سنين في غرفةٍ عارية
شبّاكها غير محمي من الصباحات
ولستُ الآن قادراً على أن أكون مهذباً وأنا، منذ عقود، أول من يركله الصباح
لستُ أخاً لأحد
ولن أعرف أحداً
وأنا بلا ستارةٍ
يا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق