الجمعة، 9 مارس 2018

منام





الحلم غابتي الحَرام. مرةً أُنقذُ فيه غزالةً من سهمٍ طائشٍ فأشاهدها تهرب مع كلاب الصيد، ومرةً أصير فيه قمراً فيأكلني الذئب. لستُ منيعاً من الحنان رغم أنني مسيجٌ بدموع قديمة خضراء. أدفن قتلاي تحت العيون أو في كدمات زرقاء في قصبة الساق. في ظهري تنبتُ كرة تنس صفراء تجعلني أنام على شقٍ خائف. أسمع أنين الأشباح وهي تتبادل كسر الإرسال بين كتفيَ طيلة الليل، وأبصرها تشرب أحلامي كي تستطيع البقاء على قيد الحياة. رأيتُ في النوم امرأةً تشبه النجاة، لكنني ما رأيتُ حقاً سوى شَعرها الأزرقِ الكسير. ورأيتُ أنني أقيمُ في منزل غرباءَ بحقيبة ليس فيها سوى مشطٍ بأسنانٍ لبنية. وكنتُ لا آكل شيئاً ولا أسمع موسيقى. وكنتُ أبحث بلا سببٍ عن حرف الكاف طيلة الوقت. وكنتُ حين أشعر بجسدي يختفي أفتح الحقيبة تحت الحوض وأمشط شعري بذعر خنزيرٍ بريّ. وحين استيقظتُ كانت ليمونةُ على فمي وكانت في عيني ريشةٌ من جناح غراب. يا إصبعي يا مختصر الشؤم والأخطاء. يا يدي يا مقص خِياطةٍ في حلق الحصان. أنا النقطة التي تشرب الكون، والدلفين الذي يخلط بين القفز والنسيان. أنا النهر الأبيض الذي يطلي أظافره بالطمي والقهوة ويواصل الغثيان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق