أنا كيسُ شاي الإفطار المخلوق للغمر مرة واحدةً ثم الاختفاء. كيس الشاي الذي كان حرياً أن يُفتضّ لمرةٍ واحدةٍ ويغادر بعدها إلى النسيان . لكن يداً ما تمنع عني ما يستحقه كيس شاي بسيط. وبدلاً من أن تهضمني شاحنة النفايات في الليل، يقوم غرباءٌ بتجفيفي وإعادة استخدامي كل صباح.
أنا كيسُ الشاي البسيط الذي يشعر بالذنب. انطفأتُ منذ أولِ ماء، ولم أعد أملك شيئاً للأكواب والشفاه التي أُقدّم لها صباحاً بعد صباح.
وأنا هنا الآن كي أقول للأصدقاء الذين يجيئون دوماً متأخرين: لستُ سوى كيس شاي أنهى مهمته في دماغ شخص ما.
أقول للأصدقاء الذين لا زالوا يرسلون إلى قبري أشعاراً مترجمةً وأغنيات: لا فائدة مني ولا فائدة من أي شيء. فلأنني فقدتُ عيني قرأتُ كل شيء. ولأنني فقدتُ قلبي سمعتُ كل شيء. والآن ما عدتُ أملك طاقةً لسماع العصافير، وتؤذيني الموسيقى والكلمات التي تدار كل صباح.
أقول للأصدقاء الذين سأخسرهم بعد يومين من صداقتنا: كان الزمان عميقاً حين كانت دورة حياة كيس الشاي أقصر من سيجارة في شرفة. حين كان الصبية يغطّسون كيس الشاي بخفةٍ في أكواب الورق، ثم يقذفون بالكيس الرطب بشكل هستيريّ إلى سقف المقصف المدرسي. كنتُ قريباً من السماء حين كان الكيس المشنوق يُترك وحيداً ومنتصراً كالأموات، والسقف الأبيض الشاسع يصير سماء مليئة بمناطيد الشاي.
وأكثر موهبةً من القبلة الأولى أن تكون لديك شهادة وفاة. أن تربي أسلاك روحك الشائكة، فلا يفكر أحد بغمركَ في شايه الصباحي.
حدث هذا لثلاثة أكياس شاي تشابكت خيوطها في برطمان الشاي منذ سبعة أعوام. تركتُها في حالها. لم أخدرها أو ألقي بها في إبريق. وكم هي سعيدة أكياس الشاي التي ييأس منها الآخرون.
ردحذفمنذ سنوات، ايام ما كتبت "ليت أصحابي أكياس شاي" بعد الإشارة إلى تشابكهم في البرطمان.. و انا أبحث عن صفحتك بتويتر أين اختفى حسابك!؟