الشمس التي تستلقي في الفناء لن
تأخذ بيديك.
والصباح المرهف لن يرتق حاجبك.
لأن هذا الصباح هو يدك التي
احترقتْ وأنت تحلم بالباب، وهو يدك التي احترقت وأنت تخبز الكتّان.
لأنه ليس شيئاً كاملاً
يستطيع أن يمشي على رجليه، ويرفع الأنقاض، أو يثقب قربة الهواء.
الصباح ليس غياب أحد، بل هو
الغياب.
وليس موت شخص تحبه، بل هو الموت.
الصباح أبيضٌ شفاف لأنه حياة محذوفة.
لا ضغينة فيه ولا ذكرى. تقريرٌ خاطئ عن الليل، واللا شيء رسالته الطويلة.
فكر معي بالفرق بين وقوف
الفراشة على أصفاد يديك، أو على مقبض الباب. ما الفرق؟
الصباح منديل أبيض وجرّافة وقبرٌ
ومرآة.
وأنت في الصباح شخص يرفع
المنديل، يحلق ذقنه، يدخل القبر، ولا يرى قلبه في المرآة.
ستفهم يوماً أن الصباح عادة
سيئة. نمرٌ ضخمٌ يدخل البيتَ بلا هدف، حين لا أحد في البيت.
هذا الصباح لن يأخذ بيدك، لأنه يدك التي يغتابها الليل.
صباحٌ ليس إلا قفا الليل،
وإصبعك الملفوفة بشاشٍ قديم. وهو الحليب الذي تخلّف في الضرع، حين امتلأت بالنجوم أيادي الرعاة.
هذا الصباح لن يأخذك إلى خشبة
الميناء لأنه هو نفسه البحر الذي ابتلعك في النوم.
هذا الصباح ضوء فاسدُ
وينزف
صباح ولن يأخذ بيدك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق