بعيداً عن الأمل أفكر بالأمل. بعيداً عن الأزهار أفكر بالبطء.
أنظر إلى الخارج بعيني قطٍ ينظر من نافذة المطبخ. أشرب بالفم من الصنبور كما يفعل
القط. تهبط دمعة من الصنبور. أنسلّ من الوقت. يشدني خيط الأسنان على الطاولة.
الخيط الذي أنساه مثلما أنسى نظرة القط والبطء والشمس. يشدني السنجاب الذي
يعبر الشارع، داخلاً كنيسة القديس كوث بيرت، في يوم غير مخصص للاعتراف. أفكر بثلمة
السياج التي هرب منها القط ودخلت منها كل النهارات. بالمرآب المزدحم بالمكانس والتعب.
بشاحنة الجار التي تحجب المستقبل. بالحماسة المؤسفة للعروس التي تعدّل ذيل فستانها أمام الكنيسة. في ارتفاع مصراع متجر الجواهر وحانوت الأسنان. في مكتب الجنائز الملاصق لحانة القرد العجوز. في معنى المطر للقطط. في
رائحة الزيت القادم من مطعم السمك الإنجليزي. في السخام المنبعث من معهد السرطان. في الصباح الذي ترتفع فيه أغنية لامبو أنلو فتسقط دمعة فوق لوح الشوكولا الداكنة. بالمشي ليلاً أمام قنفذٍ أسود يبزغ في باحة البيت. في ترك عظام الدجاجة للثعلب وبقايا الخبز
للغربان. في الأسباب المرجحة لهرب القطط. هل القطط دموع البيت؟ تخرج منه بلا سبب
واضح ولا تعود. أفكر في الصباح الذي لا بداية أو نهاية له. في تأثير الغراب
الجالس فوق الهوائي على بقية اليوم. في الجار النزق الذي له هيئة الأمل. في الأمل
كجار أصم يتشاجر مع أمه طيلة الليل. في البطء كحجر نرجم به النفس. في خمول
الغازات النبيلة. في هدوء الأبواب المغلقة. في ذيل القط ككائن مستقل. في خلو الغصن من الأفكار. وكون الأغصان مجرد انتصارات عابرة. أنا العدو الأكبر لي تقول الأغنية والقطط والأشجار والنقطة على السطر
وبعيداً عن الأرض، أفكر بضرر العشب على الأرض. بعيداً عن الزهور أشاهد الزهور تنبت في الخوذات المعلقة لرجال الإطفاء. بعيداً عن الأطفال أفكر في حمرة القرميد القديم. بعيداً عن الأيام أشاهد الهبوط المستمر للطائرات، وأطلق نظرةً بلا هدف صوب مداخن البيوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق