الخميس، 24 يونيو 2021

مائدة



 النجوم مائدة والهواء عابر سبيل. يجلسان معاً دون شهوة للكلام. ربما يشعران بحاجة أبدية للصمت، قلقين بشأن من يخرجون في آخر العمر للنور. النجوم مائدةٌ هذا الهواء، وهذا الهواء عيون من ماتوا وهم يقلقون. والنجوم هالاتٌ تحت عيون الجبال. دموعٌ تصعد من عيون الحيوانات. بلا مطرٍ تعشب في قفا الكون، مثلما ينبتُ شَعرٌ بلا معنىً في ظَهرِ الصبي الخجول. الهواء الذي يأخذ العمر حاول فهمَ ما يحدث في آخر العمر ، ولم يستطع دون أن يجلس إلى مائدة. يفكر الهواء في  البحر واللون والأبناء، ويظن النجومَ أوراق حظ، أو أنهنُ ساحراتٍ يُجدن القراءة ويسهرن على الزيت. يظنّ أنهن يلمحنَ تلويحة الانكسار. يحب الهواء وضع ذقنه على حافة الكأس. ينام من التفكير على مائدته. يسقط في البحر. ينتحر في ظلام المحيطات مثل حوتٍ في آخر العمر. وليس لدى النجمات شيء واحد يقلنه للهواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق