الثلاثاء، 6 يوليو 2021

قوسٌ أخير

  





فوق جسرٍ حجري

 تدويّ القطارات

 وأسفلَ قوسٍ في السكة 

يهتز دائماً

مقهى صغير.


مقهى هو القوس والهواء

لأنه

 لا يمكن وضع القهوة بين قوسين.


 يجلس العابر في المقهى

 مسقوفاً برعشة القطارات 

التي تصل منذ قرنين.


عربةً عربة

 يحدث الارتطام 

قطاراً قطاراً 

على سقف البار والمحمصة

يهبط ثقل المعادن والصوت

مثلما يحدث الحب والانتشاء


هذا الهدوء المسلول

في عمق هذا الضجيج.


يا له من مكان صالح للنوم والفَناء

غرفةٌ رائعة ليموت المرء

دون أن يفقد حلوى الأصوات: 

الأسى هنا يطير مع سكاكر الحَمص. 

الموسيقى تغطي نفسها بالدخان 

وفرقعات البن

فرقعةً

فرقعة.

صوت الطواحين

 يخفيه ارتطام العجلات بالسقف. 

النميمة الخفيفة تختبيء

خلف هسيس التبخير.

وقعقعة الفناجين  

تذوب في القوام النحيل للحليب.


 يجهّزُ النادل جرعة الموت 

بخفة القناصة المدربين.

جرعةٌ وابتسامة،

ومارلين مونرو 

تبدو متخففةً هانئة

في الإطار الخشبي الرخيص.


حيرة الصيف تنسرب 

مع المزاريب

وسكرةِ القهوات

 في القوس الأثير.


 الأهوال القديمة للناس

 تضمرُ

 مع تماسك القرميد.


 والدموع القديمة للزبائن

 ترتفع سعيدةً 

 من قدحٍ

  تهزّهُ القطارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق